نسبة التبرع بالدم وسط المغاربة أقل من 1 بالمائة

المغاربة يتبرعون بالدم ولكن ليس بالشكل الكافي الذي يضمن أمن ومستشفيات المملكة بخصوص هذه المادة الحيوية.الجهل يتربع على قمة لائحة الأسباب التي تمنع الكثير من المواطنين من وهب بعض كرياتهم الحمراء.

ملف من إعداد أحمد المكاوي-عن مجلة نيشان
تخيلوا أن تقع حادثة سير خطيرة (الله يحفظ) بالقرب من المستشفى الجامعي بمدينة الدار البيضاء،فاس، الرباط أو م راكش.أول شيء سيفكر فيه مدراء هذه المؤسسة الصحية هو مخزون المستشفى من كميات الدم.علاش؟مدراء هذه المؤسسات يعرفون أن الدم عملة ناذرة في المغرب.حسب إحصائيات" المركز الوطني لتحاقن الدم"،المغاربة لا يتبرعون كثيرا بدمهم.أرقام المركز تفيد بأن نسبة التبرع بالدم في المغرب لا يتجاوز 0،7في المائة من ساكنته، فيما"منظمة الصحة العالمية" تنصح، لكي يحقق بلد ما أمنه من هذه المادة الحيوية،أن تصل النسبة إلى 5 في المائة من ساكنته.

التبرع بالروح
قبل مانعرفوا علاش المغاربة ما كيتبرعوش بزاف بالدم، نعرفو بعدا علاش القلة القليلة التي تتبرع بدمها لا يتجاوز عددها 200ألف شخص في السنة.حسب استطلاع أجراه "المركز الوطني لتحاقن الدم" فإن 95في المائة من المتبرعين بالدم يقدمون على الفعل بدافع ديني.هذا الدافع الديني يلمسه المشرفون على"المركز الوطني لتحاقن الدم"خلال حملاتهم."في شهر رمضان، الناس كيتبرعوا بزاف بالدم" تقول الدكتورة خديجة حجوط، نائبة مدير"المركز الوطني لتحاقن الدم".المغاربة، حسب هذه المختصة التي أشرفت على الآلاف من حملات التبرع بالدم، يتبرعون بدمهم في لحظة الأزمات، بحال الحرب على غزة أو زلزال الحسيمة.في الاتجاه نفسه، يرى أفيلال محمد الأمين،عضو مكتب"الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم"،أنه "في الواقع ليست هناك عوامل ثقافية ممكن تمنع المغاربة باش يتبرعوا بدمهم.حنا عندنا ثقافة دير الخير.وهادي حاجة مهمة".قائمة المتبرعين بالدم يتصدرها حسب الدكتورة خديجة حجوط الطلبة و التلاميذ، الذين يعتبرون خزانا مهما للدم بالنسبة ل"المركز الوطني لتحاقن الدم"."الطلبة كينظموا هوما براسهم حملات التبرع بالدم وكيخلقوا جمعيات أصدقاء للتبرع بالدم.في مدينة الرباط، كيتبرعوا بزاف للمركز"، تقول الدكتورة.مقابل الطلبة، يرى أفيلال محمد الأمين الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس"جمعية المتبرعين بالدم بالجهة الشرقية"، من خلال معاينته الميدانية،أن "الناس اللي ماقاريينش كيتبرعوا بالدم كتر في الجهة الشرقية.المفارقة هي الناس الأميين كيجيو بزاف، كيكولو باغيين يديرو الخير.وبزاف ديال الناس الواعيين اللي كاتنتظر منهم يكونوا هوما اللولين ماكيتبرعوش".لكن إذا كان العامل الدينيأو الثقافي يحث على فعل التبرع، علاش المغاربة ماكيتبرعوش بدمهم بزاف.

بنادم ماعارفش
حسب استطلاع"المركز الوطني لتحاقن الدم"فإن 48 في المائة من المتبرعين لا يستطيعون التبرع بدمهم، لأن مراكز تحاقن الدم بعيدة عن سكناهم.46 في المائة منهم يرجعون السبب إلى حالتهم الصحية التي لا تسمح لهم بالتبرع.بعيدا عن هذه الأسباب، ترى الدكتورة حجوط أن السبب الأول لعدم إقبال المغاربة على التبرع بالدم يرجع إلى "غياب التحسيس الكافي.نهار كيعرفو المغاربة وكتشرح ليهم أهمية التبرع بالدم كيقتانعو"،تقول الدكتورة.رأي يشاطرها فيه أفيلال محمد الأمين الذي يشتغل منذ 1996 على عمليات التحسيس بالمنطقة الشرقية."الناس كاتخاف حيت ماعارفاش أن الدم ديالهم يقدر يرجع ليهم فيومين"،يضيف نفس الفاعل الجمعوي.
غياب التحسيس ليس السبب الوحيد الذي يجعل من عدد المتبرعين بالدم يقل عن ما توصي به"منظمة الصحة العالمية"."أنا كانعطي دمي ونهار كانحتاج ليه خصني نشريه"،يقول هذا المتبرع بالدم.بيع الدم في المستشفيات،يعتبره أفيلال محمد الأمين واحدا من الأسباب التي تجعل المغاربة لا يتبرعون بدمهم.غير أن نفس الفاعل يضيف أن هناك فهما خاطئا بالنسبة لعميلة بيع الدم،ففي الأصل هذه المادة لا تصنع، لاتشترى و لاتباع.مثلا إذا كنت محتاجا لكيس واحد من الدام الكامل، أي ما يعادل تقريبا نص يطرو ديال الدم، عليك أن تدفع مبلغ 360 درهما، وعلاش هاد الثمن؟ "الدم بصفة عامة لا يُباع.هاد الفلوس ما هي إلا ثمن ديال التحليلات ديال الدم"يضيف أفيلال محدمد الأمين.هذه الحقيقة تؤكدها الدكتورة خديجة جحوط، إذ تضيف:"الفلوس راه ديال التحليلات اللي كانديرو على لي باتيت س، والأمراض اللي غادا تكون فالدم".في الواقع هذه التحليلات كتقام على الدولة بغسيل الفندق، إذ أن كيسا واحدا من الدم كيطلع بشي ألف درهم، لكن مساهمة الدولة هي التي تجعل الدم يباع أقل مما تُقام به التحليلات."هاد الشي ماكيعرفوش المواطن العادي.هو كيعرف أنه ملي كيمشي ياخد الدم خاصو يخلصو، في المقابل كيديرو بالناقص من التبرع بيه"، يضيف أفيلال محمد الأمين.
إذا كان ثمن الكيس الواحد في المستشفيات العمومية معروفا، فإن المواطن يفاجأ حسب نفس الفاعل الجمعوي فيالمستشفيات الخاصة."الكلينيكات فالمغرب كاتقرد الدير فيها عملية ديال نقل الدم ب2000درهم وما كيشرحوش لبنادم أن هاد التكلفة راه فيها المبيت و الطبيب.المواطن كيسحاب ليه أن الدم كيشريه غالي"،يضيف أفيلال.الأخير يؤكد أن الطريقة التي يُتعامل بها مع المواطنين في المستشفيات تنفرهم من التبرع بالدم.للتدليل على رأيه، يعطي مثالا بأفراد الجالية الذين من الممكن أن يكونوا مصدرا مهما للتبرع بالدم، غير أنه حين مقامهم بالصيف"ماكيتبرعوش بالدم ، واخا عندهم الثقافة فبلدان المهجر.هنا كيتسخسخو فالمستشفيات وكيديرو بناقص.وهاد الشي شفناه فالميدان".الحاصول بنادم كيبغي يدير الخير وما لاقيش فين.

طررح يفوق آلجمآل ,
كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبك السعآده والفـرح ..