دعاء فتاة في الخامسة عشر من عمرها او لم تكملها بعد تجلس الانا في غرفة المربية لطيفة انها مربية فالاعدادية التي تدرس بها دعاء الفتاة الجميلة المكتنزة الجسم و المحجبة هي حايا تبكي في تلك الغرفة و تحكي للاستاذة لطيفة ما جرى بينها و بين زميلاتها سارة و سارة و سارة و جيهان
و كيف اتهموها بانها على علاقة مع استاذ اللياقة البدنية
تكاد تنقطع انفاس تلك الفتاة البريئة التي لا تجارب لها في عالم المراهقة الموحش
و المملوء بالتفاهات ،قاومت دعاء و بكل قوتها ذلك الظلم المنسوب اليها و تحررت من قيود سنها
و كانت ناضجة قبل اوانها
لكنها لم تتحرر ابدا من طفولتها
و من براءة تصرفاتها فكانت مفعمة بالحياة و الحيوية لا تنفك تنهي نشاطا الا و تقوم بغيره
الفتاة المحبة لكل اساتذتها و المقدمة الرسمية لكل انشطة المدرسة و الممثلة و الشاعرة كل هذه صفات اجتمعت في دعاء الفتاة المراهقة
كانت صديقتها الفضلى هي حنان لا يخفى بينهما سر ابدا
لكن و في الجانب الاخر هناك جواد شقيق حنان و الصديق المقرب لدعاء
شاب في العشرين من عمره وسيم و جذاب و شديد الاهتمام بمظهره
كان سند دعاء في شدتها مع زميلاتها في الصف
فلم يرضى ابدا بما يحدث في هذه المهزلة
عادت الفتيات الى رشدهن بعدما علمن ان دعاء فتاة محبوبة لا يمكن مس شرفها و لا حتى نكران طيبتها و حسن خلقها
الغريب في هذا ان دعاء قابلت اعتذارهن بصدر رحب و حليم
رغم جحودهن في ما سبق بما قدمته لهن
ها هي دعاء و الباقي يستعددن للاسبوع الثقافي و كذلك تعتبر هذه السنة الاخيرة لتخرج دعاء من الاعدادية
تبرز دعاء لتقديم الحفل امام الاذاعة الوطنية و الاعلام الاكتروني و لاول مرة
ابهرت لجميع بقدراتها على الخطاب و الكلام
كان جواد صديقها جد متعلق بدعاء و براءتها
من الغريب جدا ان دعاء كانت معجبة به و تعامله كصديق فقط
جواد شاب دنجوان له من الحكايات و القصص الغرامية العديد العديد
عكس دعاء التي لم تجرب هذا النوع من العلاقات ابدا
و هنا تكمن المشكلة
دعاء اخذت شهادة تخرجها و ها هي تقضي عطلتها الصيفية لم تسافر لكن ظلت في البيت فهي لا تحب الخروج كثيرا
بل تفضل البقاء بين تلك الجدران الاربع
كما لو كانت تحادثها و تحكي لها حكاياتها و قصصها
جواد و في كل ليلة على الشات هو مؤنس دعاء الوحيد
انه مرتبط بعشرات الفتيات
نورا و كوثر و صبرين واخريات
بل و ياسمينة خطيبته القاطنة في هولندا كانت دعاء تدري هذا و بكل وضوح كانت تعلم انه من المستحيل ان كون لها اي لاقة بشاب و خصوصا جواد
فهو محب للنزوات العابرة و عدم الاستقرار مع اي فتاة كيفما كانت لكن مشاعر كانت تخيف دعاء
لم تعرف معناها قط فهي تعلق شديد
و ميل لجواد
و تحول كل هذا الى غضب عارم و بكاء و غيرة شديدة كلما تكلم عن ياسمينة مخطوبته
لم يكن هناك سوى تفسير واحد لكل هذه الاحاسيس و هو ان دعاء مغرمة بجواد
و قد بعثر هذا اوراقها فما ظنت قط انه من الممكن ان تتحول صداقة بريئة و اخوة
الى حب ربما في بداياته كا مجرد حب عادي و قد اخاف ان اقول سطحيا
حب جامح لم يعلم به احد سوى دعاء فقط
جواد افترق عن خطيبته و عن كل حبيباته كان هو الاخر لا يعلم سر تعلقه بدعاء
كان منجذبا لها و يحس بميلها له
و في ليلة من الليالي الصيفية الابرادة و التي سبقتها ليلة عيد ميلاد دعاء
ليلة اتمامها الخامسة عشر بدأ جواد في تلميحاته عن مشاعره تجاه دعاء
الا ان تلك المسكينة قاومت عذب كلامه و قاومت حبها الدفين لها في قلبها
لانها كانت تخاف ان تدخل معه في علاقة محكوم عليها بالفشل
فهي تدري مدى كثرة عدد نزوات جواد فهو صديقها المقرب
و هي بئر اسراره
فباءت محاولات جواد بالفشل في ان يصبح حبيبا لدعاء فهو جاهل بما تكنه له تلك الصبية من مشاعر و حب
كانت كل تلك المشاعر المتبادلة سطحية مشاعر مراهقة شابة لا تجارب لها في الحياة
و مشاعر شاب في مقتبل العمر له العشرات من النزوات
حقيقة هنا البداية الفعلية للقصة بداية قصة مراهقة ضائعة
لا تستطيع الاهتداء لسبيلها
سوريا ابنة عمة دعاء و التي تكبرها بسنتين فقط تأتي هي و والدتها لزيارة منزل بطلة قصتنا
رغبة في دعوتهم لحفل خطوبتها
نعم سوريا ذات التجارب المتعددة في ميدان المراهقة
سوف تخطب في الاسبوع المقبل السادس و العشرون من شهر يوليوز سنة 2009
لم يتقبل احد الخبر نظرا لسن سوريا و لحقيقة ان خطيبها تاجر ممنوعات
الا دعاء باركت لسوريا بنية صادقة
فهي كما عهدها الجميع صادقة النية طيبة الاحساس
بدأت دعاء بالاستعداد لحفل الخطوبة و اختيار قصات الشعر و كان جواد هو من يساعدها على اختيار
ما تريده كان يبدو من الرائع جدا ان لهذين الشخصين نفس الاذواق
و في كل شيء
بداية بالموسيقى و انتهاءا بالازياء و في اليوم السابق لحفل الحناء (من التقاليد المغربية)
تحادث دعاء و جواد مطولا الا انه صدم دعاء بالحديث حول امنيته في ان يصير
تاجر مخدرات ،شفافية روح دعاء منعتها من ان توافقه الرأي و بدأت توبخه
و تظهر له مدى خطورة الامر
في حقيقة الامر لم يكن هذا سوى اختبار من جواد لمحبوبته لكي يعرف نواياها
الحقيقية و مدى حبها للمال
لكنها برهنت عن جدارتها في ان تفوز بقلبه
في ليلة ذلك اليوم صارح جواد و بطريقة مباشرة دعاء بكل مشاعره
رغم محاولات دعاء القوية في ان تمنع نفسها من البوح بمشاعرها الا انها فعلت
نعم اعترفت له بشدة تعلقها به
كانت الحياة تبدو ملونة باللون الوردي
و صارت احلام عاء جميعها زهرية
اقيمت احتفالات خطوبة سوريا
و اقيمت قصور الحب في قلب دعاء
و هنا تكمن المعضلة فدعاء المرهفة الاحاسيس كان يزيد تعلقها بحبيبها يوما عن يوم
لم يتعكر صفوهما ابدا
بل كانا عصفورين يطيران بين الاشجار
رومنسية جواد و براءة دعاء
شكلا ثنائيا عاشقا ممتازا
لكن هل سيدوم هذا الحب الجارف ام ان الاقنعة ستنكشف في المستقبل البعيد
هذا ما حير دعاء لكن لم يحير جواد قط فقد كان متيقنا كل اليقين من صدق محبوبته...
مقتبسة من مؤلف ألف حكاية وحكاية من الأدب العربى